السلام عليكم
الطفل :
أماه الجذع الذي في سطح آل فلان لا أراه ؟
الأم : يا بني ليس ذاك جذعا .. ذاك (منصور) الي دآيماً يصلي .. قد مات
✿✿✿
أما ابن الزبير فتقول و الدته :
أنها دخلت عليه بيته , فسقطت (حيه) على إبنه هاشم
فصاحوا الحية ..الحية ..فرموها
و هو لم يلتفت إليهم
✿✿✿
ما هو ذلك الشعور الذي أفقد منصور و ابن الزبير الإحساس بما حوله
بل حتى عن فلذة كبده ؟!
✿✿✿
أما الثالث
يسألونه عن عدم سهوه فيقول:
هيهات .. مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس
عن ماذا يتحدث هؤلاء ؟!..
( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
✿✿✿
حسنا .. لا يعنيني إذا كنت قرأت هذه الآية من قبل ..
أو سمعت محاضرة عن الخشوع..
أو حتى ما إذا كنت من المداومين على الصلاة أم لا ؟!
✿✿✿
الذي أحاول أن أنقله هنا شيء مختلف
✿✿✿
عن مثل هذا نحاول أن نتحدث
✿✿✿
يقول د.ياسر عبد الكريم بكار في( القرار في يديك)
و هو يحاول أن ينقل لنا التحليل النفسي الدقيق للخشوع متسائلا :
( هل أكرمك الله يوما بحضور ليلة ختم القرآن في الحرم المكي ؟! كنت أتأمل هذه الآلاف المؤلفة ..التي نسيت ما حولها.
.نسيت كل همومها ومشاغلها.. نسيت تعب السفر الشاق إلى مكة
و هي تصطف منغمسة في التذلل بين يدي الله و هي تردد
( آآآآآآمـــــين )
مؤمنة على دعاء الشيخ السديس ـ حفظه الله ـ
✿✿✿
تلك اللحظات تمثل أرقى لحظات السمو الإنساني و منتهى النعيم
الدنيوي الذي يمكن أن تتذوق حلاوته)
✿✿✿
و يواصل د.ياسر حديثه فيقول :
(من عاش هذه اللحظات فقد شهد واحدة من الحالات النفسية المدهشة
و التي درسها علماء النفس بإهتمام و أطلقوا عليها حالة (التدفق )
✿✿✿
ما رأيكم بهذا المصطلح ؟!
( التدفق)
هل تتلمسون عذوبته و صدقه؟!
يواصل د.ياسر بأعذب تفصيل للخشوع سمعته أذناي وأزال
علامات الاستفهام التي كانت تعرض لي
و أنا أقرأ (حال السلف مع الصلاة ) فيقول : ( هي حالة نسيان الذات و الغرق في عمل يملك كل المرء و حواسه
حتى يكاد لا يشعر بالعالم الخارجي من حوله )
✿✿✿
أقرؤوها مرة أخرى
( حتى يكاد لا يشعر بالعالم الخارجي من حوله )
و الآن هل عرفتم ماذا كان يرمي إليه ـ عامر بن عبد قيس ـ حينما قال :
مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس ؟!!
✿✿✿
هل عرفتم ما الذي جعل منصور بن المعتمر يتلذذ بطول الوقوف
حتى ظن الطفل أنه جذع ؟!!
✿✿✿
نكمل هذا التحليل النفسي الرائع يقول د.ياسر : ( و تدعمه تدفق من العواطف الإيجابية مليئة بالطاقة و الحيوية تعمل جميعها
على صرف إنتباهه تجاه العمل الذي يقوم به,
يكتنف الإنسان في هذه اللحظات شعور بتوقف الزمن,
✿✿✿
و إحساس داخلي بالبهجة , و قدرة خارقة على التركيز و المهارة في الأداء ,
و تحول الصعب إلى أمر يسير .
و يغيب عنه الاهتمام بالكيفية التي يؤدى بها العمل ,
أو التفكير في النجاح و الفشل
لأن مشاعر السرور و البهجة بالعمل نفسه هي فقط التي تحركه و تحفزه )
✿✿✿
و الآن هل عرفتم
ما لذي شغل ابن الزبير عن فلذة كبده ؟!
✿✿✿
الخشوع الحق
هو أن تكون مغمور بشعور من الاسترخاء
أن تشعر كأنك شلال
( يتدفق)
✿✿✿
أحبابي
✿✿✿
أسأل الله أن يقبضني و أنا معها
أسأله سبحانه العظيم الكريم
ـ و الكريم إذا أعطى أدهش ـ
أن تكون هي ( كفني ) هي فقط
✿✿✿
إنها سجادتي
✿✿✿
لا تنسوا ..
المؤمن إذا مات يبكي عليه مصلاه
✿✿✿
فدعونا نسأل أنفسنا:
هل سيفتقدنا و يبكينا جزء من هذه الأرض ؟!
دمتم في حفظ الله